بعد مشكلات زوجية بين أبي وأمي كادت تصل للطلاق عرضنا على أبينا –الذي تجاوز الستين من عمره- أن يتزوج، وفعلاً تزوج وسكن بعيدًا عن أمي وأخي الأصغر الذي يدرس بالجامعة، والذي أراحه كثيراً غياب أبي حتى يعيش على راحته، واستراحت أمي أيضا؛ فهي لا تريد من أبي سوى المصاريف الشهرية، وهو يقوم بواجبه في هذا الأمر، ونحن باعتبارنا خارج البيت؛ فقد تزوجنا ونقيم خارج البيت، وبعضنا مسافر للعمل فاكتشفنا –للأسف- أن أخانا الأصغر يدخِّن ويدمن -منذ سنوات- أنواعًا من العقاقير والحبوب التي يستخدمها المرضى النفسيون، والتي يبيعها بعض الصيادلة بأسعار مرتفعة، وقد ترتب على ذلك:
1- ضياع الدِّين، والنوم عن الصلوات.
2- عدم القدرة على أي عمل مفيد.
3- لم يستطع إتمام الجامعة له فيها أكثر من عشر سنوات.
4- صارت أمي تعطيه ما تملك من مال، بل إنها تبيع الذهب الذي في يدها حتى توفر له ما يريد من عقاقير ودخان (والله أعلم بما خفي)، وهي تعلم أحواله جيدا، بل وتحاول أن تدافع عنه وتتستر عليه، وأبي لا يعرف شيئاً سوى الرسوب المتكرر، ونحن أيضاً لا نريد أن نخبره؛ لما في ذلك من مفاسد كبيرة ستترتب على ذلك. قمنا بنصيحة الشاب، وبينا له خطورة الطريق الذي يسير عليه وحرمته، وخسارة الدنيا قبل الآخرة، وأن زملاءه قد أكملوا دراستهم، وتوظفوا، وتزوجوا، وأنجبوا الخ... وقلنا للأم أنت تعطيه السكين الذي يذبح به نفسه، ولا فائدة للأسف، ولا نجد منه سوى التأثر الذي سرعان ما يذهب بمجرد احتياجه للجرعة، ويقول أنا محتاج لعلاج سلوكي وطبي... والمشكلة: أمي تطلب منا نقودًا لكي تعطيه، وهو أيضاً يطلب ونحن نمتنع ونبحث عن حل.. أرشدونا مأجورين..
|